كانت طريقه ملتوية المسالك في ذلك المساء , فيما الشمس ترسل اخر ما تبقى لها من سهام دافئة ,حيث اخذ النور في التوارى
مخلفا مكانه لستار قاتم من السواد , و في السماء كانت هناك بقية من طيور قد تاخرت في العودة لاعشاشها لسبب لن نعلمه ابدا
تشبث عقاب جيدا بلجام فرسه فقد اصبح الظلام حالكا يلف الكون في صمت رهيب وكان اتجاه نظراته للافق لعل بقية من نور ترشده
الي هدفه الذي يسعى اليه .
كان قد خرج باكرا ذلك الصباح ليبحث عن ناقته التي شر دت من المضارب والتي كانت كل حياته ومورد رزقه , فقد تناهى الي سمعه
ان هناك من راّها من بعيد وحدد له الاتجاه .
كان الصمت رهيبا وكأن فرسه قد احست بذلك فقد لزمت الصمت هي ايضا .
همز فرسه ليكمل رحلته فكانت تمشي وهي تحاذر ان تصدر صو تا يمزق ذلك السكون الرهيب .
انحدر من احدى الروابي فاذا به امام وادى سحيق , تسمر في مكانه يراقب المكان , وقبل ان يطيل التفكير اذ بارنب يقفز امامه
وكانه كان يعرف ان صاحب الفرس قد اخذ منه الجوع كل ماخذ فلم يعد يطيق صبرا , انطلق بفرسه خلفها وما هي الا لحظات قليلة
حتى كان قد جلس امام النار التي اوقدها ليطهو طعامه وليطفي لهيب جوعه المستعر , بعد اكماله لعشاءه كان التعب قد اخذ منه كل مأخذ فلم يستطيع على النوم صبرا, وماهي الا لحظات حتى راح في سبات عميق من شدة التعب.
لم يكن يومه التالي عاديا , فقد استيقظ على غير العادة متاخرا , كانت الشمس في كبد السماء وعندما التفت حيث ربط فرسه
جحظت عيناه من هول ما راى , لم تكن فرسه في المكان الذي وضعها فيه, توقف تفكيره عن كل ما جاء من اجله وانصب فقط في
الخوف على حياته , فكيف سيحيا انسان في مكان كهذا بلا زاد ولا ماء ولا راحلة , فقد الاحساس با لاتجاه واكملت الشمس على البقية الباقية من الامل الذي كان يحذوه , فما هي الا سويعات قليلة حتى اصبحت نظراته زائغة مع جفاف حلقه من العطش الشديد
فما كان منه الا اخذ بعض من ثيابه وصنع منها ما يقيه من شمس الصحراء الحارقه , ثم استسلم لقدره
مرت اللحظات التالية عليه وكانها دهرا , ثم سكن الجسد في صمت رهيب ..................... صمت الموت
عجيب امر هذه الدنيا نموت في سبيل اشياء هي من اسباب الحياة .............. ونحيا باشياء هي من اسباب الموت
الي الملتقى في رحلة اخرى ودمتم بخير