في العام 2004، قام الأطباء بتسجيل أول حالة مما يسمى


بصداع الطائرة airplane headache في الدوريات


والأبحاث الطبية. وفي السنوات التي تلت ذلك، ظهرت حالات عديدة مصابة بنفس الأعراض.


فما هذا الصداع؟ وما تعريفه؟

يعرف صداع الطائرة، بحسب موقعي m.medlineplus.gov


و Reuters، اللذين ذكرا ما سبق، بأنه ألم شديد في الرأس غالبا


ما يصيب جهة واحدة منه فقط ويكون قريبا من العين في الجهة المصابة.



ويتسم هذا الصداع بأنه يحدث فقط أثناء هبوط الطائرة التي يستقلها المصاب.


وبالرغم من أنه ليس من المعروف ما إذا كان هذا الصداع نوعا


مستقلا عن أنواع الصداع الأخرى أم لا



إلا أن باحثين إيطاليين يشيرون إلى أنه يجب تصنيفه


كنوع جديد من الصداع. فقد أشاروا إلى أن مقالة طبية


نشرت في مجلة سيفالالجيا ذكرت أن هناك 75 حالة


أخرى تشير أعراضها إلى أنها ناتجة تحديدا عن هذا النوع من الصداع.

كما قاموا بوضع قائمة من المعايير لتسهيل تشخيصه على الأطباء

وقد ذكر الطبيب آر ألين بوردي، وهو طبيب أعصاب وبروفيسور

في كلية طب ديلهوسي في كندا، أن تصنيف هذا النوع من

الصداع كنوع مستقل يساعد الأطباء على دراسته بشكل مباشر،

حيث إنه لم يعرف حتى الآن السبب المؤدي إلى حدوثه أو

مدى انتشاره أو كيفية علاجه. لذلك، فمن المفترض أن تقوم الأبحاث بالإجابة عن هذه الأسئلة.


ويذكر أنه في أحدث تقرير متعلق بهذا الصداع،


قام الدكتور فيديريكو ميناردي، الذي يعمل في


مستشفى جيوفاني باولو في فينيسيا الإيطالية،


بوصف حالات 75 شخصا تشير أعراضهم إلى


أنهم مصابون بهذا النوع من الصداع. فبعد أن قام


هؤلاء الأشخاص بالتواصل مع الأطباء نتيجة قراءتهم


مقالة نشرها فريق الدكتور ميناردي حول هذا الصداع،


طلب الباحثون منهم تعئبة استبانات حول الصداع المذكور


للتمكن من الغوص بشكل أعمق في ما لديهم من أعراض والتعرف عليها عن كثب.


وبالفعل، فقد كان ما لديهم من أعراض يشير إلى أنهم


قد تعرضوا لصداع الطائرة، حيث أشاروا من خلال


الاستبانات إلى أنهم أصيبوا بصداع شديد في جهة واحدة من الرأس،



وأن مدته اقتصرت على فترة هبوط الطائرة فقط. كما تبين



من خلال الاستبانة المذكورة أن هذا الصداع يستمر لمدة قصيرة،

حيث استمر لمدة 30 دقيقة أو أقل لدى 96 % من المشاركين.


فضلا عن ذلك، فقد وجد أنه ليس من المؤكد أن يصاب الشخص


بهذا الصداع في كل رحلة له في الطائرة، حيث إن نسبة قليلة من

المشاركين بينت أنها تتعرض له في كل رحلة.


ورغم دقة الاستبانات التي قام المشاركون بتعبئتها، إلا أن الدكتور

ميناردي وفريقه أشاروا إلى أن هناك قيودا تحصر النتائج،


حيث أشاروا إلى أن ثلاثة فقط من المشاركين قد فحصوا عن قرب،


أما البقية، فقد قيمت حالاتهم الصحية عن بعد، ما يشير إلى


إمكانية كون أي عدد منهم مصابا بنوع آخر من الصداع أو


بحالة مرضية أخرى سببت إصابتهم بألم في الرأس عند هبوط الطائرة.


ورغم موافقة الطبيب بوردي على هذه الاحتمالية، إلا


أنه أوضح أنه توجد دلائل كافية على صدق وجود


هذا النوع الفريد من الصداع، وذلك بعد الأخذ بعين


الاعتبار ما تم التوصل إليه من مؤشرات، إضافة إلى الحالات التي تمت دراستها.


أما عن السبب وراء حدوث هذا الصداع، فهو غير معروف بدقة.


لكن هناك نظرية تشير إلى أن ذلك الألم يرتبط بحدوث تغيرات


في الضغط داخل تجاويف الجيوب الأنفية. فمن المعروف ان


مصابي الزكام والتهاب الجيوب الأنفية يشعرون أحيانا بالصداع أثناء إقلاع الطائرة أو هبوطها.


أما عن السبب وراء إصابة البعض بهذا الصداع في الوقت


الذي لا يصاب به آخرون، فقد أشار الطبيب بوردي إلى


أن ما يزيد على نصف المشاركين في الدراسة الحالية


كان لديهم تاريخ بالإصابة بأشكال أخرى من الصداع،


كالشقيقة والصداع التوتري، ما جعله يستنتج أن مصابي


الأنواع الأخرى من الصداع يكونون أكثر عرضة من


غيرهم للإصابة بصداع الطائرة. لكن فريق الدكتور


ميناردي اعترض على هذا الاستنتاج مشيرا إلى أن


صداع الطائرة يعد نوعا منفصلا من الصداع،


كما أن معايير تشخيصه تستلزم عدم التمكن من ربطه بأي



سبب آخر وعدم تصاحبه مع أعراض أخرى،


كالغثيان أو الحساسية للضوء والصوت، وهي أعراض ترتبط بصداع الشقيقة.


أما عن العلاج، فقد ذكر 29 شخصا من 75 شاركوا في الدراسة



أنهم قد استخدموا مسكنات تباع من دون وصفة طبية، كالأيبوبروفين،


المعروف تجاريا بالبروفين؛ والنابروكسين،


المعروف تجاريا بالنابروسين لدرء آلامهم. وبالفعل، فقد نجحت هذه الأدوية مع 11 شخصا.



وقد نصح الطبيب بوردي من يعتقدون بأنهم مصابون بهذا الصداع باللجوء


إلى الطبيب للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى لما يشعرون به من ألم،

وذلك للتمكن من إيجاد علاجات مناسبة له.