<table width="380" border="0"><tr><td align="center"></td></tr></table>

<table width="380" border="0"><tr><td align="center"></td></tr><tr><td class="caption">«أتموسفير».. اعلى مطعم في العالم</td></tr></table>

ما الذي يمكن أن يفعله الإنسان عندما يقف عند أعلى قمة من صنع البشر على
كوكب الأرض، بالتأكيد كل شيء عدا الأكل، لأنك بعد أن تتذوق طعم الرعب قد لا
يكون لديك استعداد لتذوق طعم الطعام؛ هذا ما قاله شاب سعودي بعدما أنهى
تناول وجبة طعام مع زوجته على ارتفاع 400 متر عن سطح الأرض في مطعم
(أتموسفير) في برج «خليفة»، الذي بات يعرف كأعلى مطعم في العالم، وعلى
الذين يعانون رهاب الأماكن المرتفعة تجنب القيام بهذه التجربة. إنها دبي من
جديد تؤمن لك شيئا فريدا ونادرا هذه المرة طاولة مع وجبة غداء فاخر في
السماء لتتذوق الطعام والمدينة والرعب في آن معا، في تجربة لا تنسى حقا.






















يشغل المطعم الطابق 122 من برج «خليفة» في دبي، الذي يعتبر أعلى برج من صنع
الإنسان في العالم، وتطل نوافذه الزجاجية التي ترتفع من الأرض إلى السقف
على مدينة دبي في منظر يوحي للجالسين بجوار النوافذ بأنهم يحلقون في الجو،
بينما يوحي المكان بأنه كهف حميمي يطل على كوكب الأرض؛ فكل شيء صغير في
الأسفل، والأبراج التي تصطف على شارع الشيخ زايد تبدو صغيرة ومتواضعة من
الأعلى، وبتشبيه آخر يمكنك أن تشعر بأنك تقوم برحلة فضائية وأنت تتناول
طعام الغداء مثلا،حتى إن أحدهم قال لي مبالغا: «من هنا يمكنك أن تلاحظ أن
الأرض كروية».























آدم تيهاني، الذي وضع تصميمات المطعم الذي يعطي إحساسا بالدفء بفضل ألوانه
وتشكيلاته، قال: «البعض كانوا قلقين مما إذا كان الناس سيشعرون بالراحة وما
إذا كان هذا الارتفاع غريبا بعض الشيء ومدى تأثيره عليهم.. سعيت لتصميم
شيء بالغ الجمال.. يكاد يماثل الكهف لتشعروا بالأمان عندما تكونون هنا،
وتشعرون بالأناقة والفخامة والإثارة؛ أن يدعم المكان فكرة المنظر لا أن
يتعارض معها».























أما قائمة الطعام المتوفرة في المطعم فهي قائمة بسيطة تتركز على المأكولات
البحرية وشرائح اللحم، في حين يبلغ السعر المتوسط لطبق من المقبلات في مطعم
«أتموسفير» نحو 50 دولارا، بينما يزيد سعر الطبق الرئيسي على 90 دولارا في
حين يبدو كل شيء جاهزا لإنجاح عشاء شاعري مع الإطلالة الاستثنائية من هنا،
لكن للعلم فقط لا بد للراغبين في خوض هذه التجربة الحجز مسبقا وقبل أيام
بالاتصال مع قسم الحجوزات في برج «خليفة»، لأن المطعم منذ افتتاحه وحتى
اليوم لا يحتوي على طاولة واحدة فارغة.























وبما أنك ستشاهد عبر نوافذ هذا المطعم الشاهق أسطح الأبراج التي تعتبر من
الأرض شاهقة في شوارع دبي الرئيسية (ستراها صغيرة) لكن تصميم المطعم يراعي
هذا الجانب فيحاول المصمم آدم تيهاني أن يجعل المكان حميميا دافئا، من خلال
اللون البني الدافئ الذي يطغى على تصميم المكان، ليخفف من وحشة الارتفاع
الشاهق؛ فيكفي لك أن تتخيل وأنت تستقل المصعد المؤدي إلى المطعم أنك صعدت
122 طابقا في أقل من دقيقة..























بكل الأحوال هي ليست المرة الأولى التي يتيح فيها برج «خليفة» فرصة تناول
وجبة طعام في أعلى طوابقه الشاهقة، ففي شهر رمضان المبارك الماضي كانت هناك
فرصة لتناول طعام الإفطار في أعلى قمة من صنع الإنسان على هذا الكوكب
وبالمجان، على وقع أذان المغرب وفي أجواء تحاول أن تستدعي روحانية الضيوف
وتبتعد بهم عن المادية لاستشعار معاني الشهر، لكن الاختلاف هو أن ما يقدمه
المطعم الجديد الذي ذاع صيته هو أنه يعتمد على قائمة غنية من المأكولات
البحرية واللحوم المشوية والسلطات الصحية، بينما اقتصرت تجربة الإفطار في
البرج على تمر وزجاجة ماء.























وحتى الآن يعتبر برج خليفة أعلى بناء شيده الإنسان وأطول برج في العالم،
حيث بدأ بناؤه في إمارة دبي في 21 سبتمبر (أيلول) 2004 وتم الانتهاء من
الهيكلة الخارجية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2009، وتم افتتاحه
رسميا في 4 يناير (كانون الثاني) 2010، ليصبح البناء الأعلى في العالم حالا
محل برج «تايبيه 101» في تايوان، وعلى الرغم من افتتاح البرج، يشار إلى أن
الشقق والمكاتب المباعة بكاملها تقريبا لم تسلم بعد إلى أصحابها، وتقول
«إعمار» إن ذلك سيتم خلال الأشهر القليلة المقبلة.























وللعلم فقط فإن المطعم الذي يحمل اسم الغلاف الجوي (أتموسفير) ليس أعلى
نقطة في البرج، وهو أيضا ليس أعلى نقطة يمكن أن يصل إليها الزائر للبرج،
فمنصة المراقبة في البرج هي أعلى منصة مفتوحة في العالم هي أيضا ليست أعلى
نقطة يصل إليها الزائر في البرج المؤلف من 160 طابقا، حيث تقع في الطابق
الـ124، أي أنها تعلو «أتموسفير» بطابقين، وافتتحت أمام الزوار في الرابع
من يناير تزامنا مع افتتاح برج خليفة، الذي يبلغ ارتفاعه 828 مترا.























بكل الأحوال يبقى أن يعرف الزائر لهذا المطعم الشاهق أن عينيه لن تملا من
التنقل بين معالم المدينة التي تبدو وكأنك تشاهدها من الطائرة، وأنت تتناول
طعامك الذي يطهى على أيادي طهاة مختصين يتفننون في إعداده وتقديمه، لتبدأ
رحلتك في تذوق الطعام وهذه المدينة الحديثة في الأسفل، مع نصيحتنا لمن
يعانون رهاب الأماكن المرتفعة بعدم الإقدام على هذه التجربة.

شكرا على الرد